بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل و سلم و بارك على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد
و على صحبه و من إتبعه بالهدى إلى يوم الدين و بعد
و على صحبه و من إتبعه بالهدى إلى يوم الدين و بعد
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
معلومات عن الحسون الشمال الإفريقيي و خصوصياته
مقدمة :
إخواني الأعزاء لقد لفت إنتباهي إلى جدال قائم بين بعض الإخوة عن جودة الحسون و الفرق الذي يكمن بين الحساسين و سلالتها سواء كانت مشرقية عربية، تونسية ليبية، جزائرية مغربية أو غربية. و لهذا الصدد، إرنأينا أن نكلمكم على الحسون الشمال الإفريقي بصفة عامة و نعرفكم عليه حسب معرفتنا الخاصة طبعا و نرجو من الله سبحانه تعالى أن يوفقنا في ذلك إن شاء الله
أنواع الحساسين المتواجدة بشمال إفريقيا :
من أنواع الحساسين المتواجدة بشمال إفريقيا هي ثلاثة أصناف 03 ألى و هي :
01 الحسون الكلاسيكي الصغير الحجم المحلي المدعو بالبارفا
02 - الحسون الكلاسيكي الأنيق الأروبي أي ليليقان المهاجر
03 - الحسون ذو الطفرة و الذقن الأبيض، و الممزوج الألوان أي البناشي
01 - الحسون الكلاسيكي الصغير الحجم البارفا
هذا الحسون الكلاسيكي الصغير الحجم الذي لا يتجاوز طوله 11 سم، يتميز عن غيره بألوان ريش صدره البنية التي تنزل إلى غاية البطن من الجهة اليسرى و اليمنى، له منقار قصير، الخدود البيضاء غير ناصعة في أغلبية الأحيان بل تميل إلى البني الفاتح.
هذا الحسون موطنه الأصلي شمال إفريقيا ويمتد إلى غاية إسبانيا. الباحثون و المختصين في علم الطيور أدمجوا هذه السلالة إلى الفصيلة الفرعية
(la Sous Espèce ) المنحدرة من الحسون الأروبي الأنيق.
يتميز كذلك هذا الحسون بحموه السريع و قدرته العالية على تصنيف التغريد و اللغة الهائلة و تنويعها، و نرى البعض منها تنفخ ريش قناعها الأحمر عند التغريد كما نجده عند موسم التزاوج بقمم الأشجار يشدو بألحان زاهية و في بعض الأحيان نراه يتبختر كالفراشة في طيرانه و بسرعة فائقة مغردا بلغته المميزة سواء مع الأنثى أو لوحده.
ينقسم هذا الحسون إلى ثلاثة ألوان كلاسيكية ألا و هي :
أ - الحسون الكلاسيكي ذو الرأس الأبيض
ب - الحسون الكلاسيكي ذو الرأس البني
ج - الحسون الكلاسيكي ذو الرأس الأسود
أ - الحسون الكلاسيكي ذو الرأس الأبيض
يتميز هذا الحسون بألوانه التي تميل إلى البياض و برجليه البيضاء، موسم تغيير و تبديل الريش تنهكه كثيرا و تصعب عليه سواء في البرية أو في الأقفاص خاصة إذا كان يعاني من سوء التغذية الغنية و نراه أحينا يقوم بإسقاط ريشه لإستبدالها و لكنه يبقى أصلع لمدة طويلة دون أن تنبت له الريش الجديدة. هذا الحسون عند إنتهائه من مرحلة تغيير الريش يأتي في اغلبية الأحيان بقناع برتقالي في سنته الأولى.
ب - الحسون ذو الرأس البني
لون ريشه قاتمة نوعا ما تميل إلى البني الفاتح و رجليه كذلك تميل إلى اللون البني، مرحلة تغيير الريش عند هذا الأخير عادية و ياتي بقناع أحمر في السنة الأولى
هذا الصنفين قد نجدهما بكثرة في المناطق السهبية، المزارع و الحدائق
ج - الحسون الكلاسيكي ذو الرأس الأسود
يتميز هذا الحسون بألوان ريشه السمراء و رجليه سودوتين اللون، عند الفرخ الصغير نجد أن لديه بقع من الريش دائرية مزركشة بالأبيض على الصدر، فهذا الصنف من الحساسين يتمتع ببنية الجسدية القوية و مقاومة للتحمل مقارنة مع الأصناف الأخرى، تغيير الريش عند هذا الصنف سهلة جدا و سريعة، و تأتي بقناع أحمر قاتم عند نهاية تغيير الريش.
قد تجد هذه الأصناف بكثرة في المناطق الجبلية و تدعى باللغة الفرنسية و العامية بالشاربونيي Le Charbonnier
كما هناك كذلك حساسين صغيرة الحجم ذو القناع الأحمر المضعف Double Rouge شأنها شأن الحسون الأروبي.
02 - الحسون الأنيق الأروبي ليليقان المهاجر
الحسون الأنيق الأروبي، ميزته أنه يتجاوز 12 سم في الطول، له منقار أطول و متين، خديه ذو البيضان الناصع، اللون البني الذي على الصدر صغير و لا يتجاوز الصدر، له قناع أحمر كبير. هذا الحسون شأنه شأن الحسون الكلاسيكي الصغير الحجم ، هناك ذو ارأس الأبيض، ذو الرأس البني و ذو الرأس الأسود. يتمتع هذا الطير بتحمله المسافات الطويلة عند الهجرة و يعتبر من الطيور المهاجرة، أي مباشرة بعد تغيير الريش و قبل قدوم فصل الشتاء تبدأ هذه الحساسين بالهجرة هروبا من ردائة الطقس بأروبا و برودتها بحثا على مكان يتوفر فيه الدفئ و الطعام.
تتجه هذه الحساسين عادة إلى شمال إفريقيا مرورا على مضيق جبل طارق لقلة السافة التي يقطعونها، لكي تصتقر بالسهوب و جبال المغرب الأقصى الشقيق،
المعروفة بتنوع خيرتها الزراعية و وفرتها.
المعروفة بتنوع خيرتها الزراعية و وفرتها.
فهنا السؤال يبقى مطروح ؟ هل يمكن التهجين الطبيعي في الطبيعة بين الحسون الأنيق المهاجر و الحسون الصغير المحلي البارفا أم لا ؟ علما ان هناك بعض الحكايات و الأقوال التي تتداول هنا و هناك على التهجين الطبيعي بن الحسون و بعض الطيور من الفصائل الأخرى ؟؟! السؤال يبقى مطروح للخبراء في علم الطيور.
03 - الحسون الطفرة، الحسون ذو الذقن الأبيض و الحسون الممزوج الألوان أي الباناشي
حسون ذو الطفرة البيضاء
حسون ذو الطفرة البيضاء
أما الحسون ذو الطفرة فهو يتميز بوجود لديه طفرة وراثية سواء كانت ظاهرة أو مخفية. المختصون في حساسين الطفرة يستطعون التعرف على الحسون ذو الطفرة من خلال أظافر الطير التي تكون ذات اللون الأبيض الناصع.
هذا الحسون كذلك متواجد بشمال إفريقيا لكن بكمية ضئيلة جدا و نادرة و خاصة ذو البقعة البيضاء على الذقن و الحسون الممزوج الألوان أي الباناشي.
الحسون ذو الذقن الأبيض( Le GB )
الحسون الممزوج الألوان ( Le Panaché )
الخلاصة :
أما فما يخص التغريد و اللغة، أنا في إعتقادي الشخصي أن الحسون الكلاسيكي ذو الحجم الصغير، سواء كان من المشرق العربي، تونس، المغرب أو الجزائر أقوى لغة و تغريدا من الحسون الأنيق المهاجر.
ليس هناك فرقا بين الحساسين الصغيرة الحجم إلا في أداء اللغة التي تتعلمها أو تدرب عليها الحسون الصغير! و نعطي مثال عن ذلك، فإذا أتينا بحسون صغير الحجم من سوريا أو المغرب و فمنا بتلقينه على لغة القادوس أو السرفاتي سواء بحسون معلم او بشريط مظغوط، لا يمكنك التعرف عليه بعد نهاية فترة التلقين إن كان من فلسطين أو سوريا ؟ بل يعتقد البعض أنه أصلي من الجزائر و العكس صحيح.
كما هناك ظاهرة أخرى لابد أن نتطرق إليها و نشير إليها ألى و هي : عوامل الطبيعة و المناخ التي تلعب دورا كبيرا على حمو الطائر و تأدية التغريد
تقبلوا تحياتي، أعمر
